الكرسى PDF Print E-mail
User Rating: / 0
PoorBest 

الكرسى

كبرت..

كبرت يا طفل عمرى..

اصبحت مثل الكبار..

الذين سبقوك..

وصلت..

وصلت..

وصلت يا عمق عمرى..

وصلت..

اصبحت من الواصلين..

اصبحت مثل من سبقوك..ووصلوا..من الواصلين..

ارتحت..

مريح كرسى الكبار..

كبرت..

وصلت..

ارتحت..

اصبحت تلوم..تجور..تهاجم

كل من له وجهة نظر لا تعجبك..

تخالفك..

تخالف الكبار..الواصلين..المرتاحين..

فلقد..عرفنا انت و أنا..معا الكفاح..

عرفنا معا..العناء..

فى سبيل توفير وجبة..

وجبة واحدة فقط..

من وجبات ليوم الثلاث..

مشينا معا..

كافحنا معا..

اكلنا على قارعة الطريق معا..

تقاسمنا معا زجاجة مياه غازية واحدة..

كنا من الناس..

كنا مع الناس..

تعبنا مثل الآخرين..

واصلنا التعب تلو التعب..

مثلنا..

مثل اصدقائنا..جيراننا..

كرت السنوات

كرت السنوات..

تدفق العمر..

بين المعاناه..و الفرح..

والراحة فى اوان الراحة..

التى دائما تكون بين المعاناه..و الفرح..

ثم صعدت اسهمك..

وصلت الى الاعالى..

لم تأخذ احدا معك..

بعد عقود من السنين..

فضلت ان ترتاح بمفردك..

مرت الشهور..

اصبحت اعواما..

وانا اتابعك..

اتابع طفل عمرى..

الذى كبر..وصل..فارتاح..

أصبح مثل الذين كبروا..وصلوا..ارتاحوا..

فكرسى الكبار عدة مريح..

فأخذت تصدر تصريحات من منطلق الراحة..

بها ظلم للآخرين..

بها هجوم على الآخرين..

اجحافا بالآخرين..

بها جور على الآخرين..

أخذت تلوم..تجور..تهاجم..تظلم..

نسيت المعاناة..

نسيت معاناتنا معا..

معاناة..كل السنوات معا..

شاهدة عليها..

أصبحت الآن تتكلم من منطلق الراحة..

وما أسهل فرقعة الكلمات..

لمن اعتلى كرسى الكبار!!