حوار عن الملكة فريدة Print
User Rating: / 0
PoorBest 

الملكة فريدة ملكة مصر
 نفسى ضاعت منى ووجدتها فى مصر!
لم تكن مفاجأه يوم اعلن طلاقها من اخر ملوك مصر – فاروق الاول – أن يسير طلبة جامعة فى مظاهرات تساندها وتحييها.
فالراى العام المصرى كان كله معبأ ضد القصر الملكى .. و "فريدة" وحدها كانت تتمتع عنده بالود ، وبصفة بيضاء نقية.
كان سلوكها نموذجا للملكات .وكانت تبدو دائما متواضعة , متزنة. ثيابها مهذبة، وابتسامتهخا ايضا. لم يسمع احد انها دست انفها مرة فى شئون الحكم, أو أحاطت بها جمعية منتفعين.
لكنها مع ذلك .. وبرغم إنفصالها عن فاروق .. دفعت معه ثمن اخطائه
جرى عليها ما جرى على أسرة محمد على بعد ثورة يوليو. وفقدت قصرها وممتلكاتها ومصادر دخلها.
وغادرت مصر بحثا عن بداية جديدة..
ومضى ثلاثون عاما قبل ان تعود فريدة مرة أخرى لتستقر فى مصر ملكة ايضا ولكن فى بلاط أخر
الرسم والعرش
ما اللقب اللذى تفضلين أن نناديك به يا سيدتى .. الملكة فريدة ام الفنانة فريدة ؟
أعتقد ان اللقبين معا يكونان شخصيتى فأنا احيانا اكون الاثنتين وفى اوروبا وامريكا والبلاد العربية يقولون لى جلالتك وفى مصر ألاحظ أن الالقاب زادت بعد إلغائها�كل من فى الشارع ينادى يا بشمهندس ن يا دكتور يا كابتن يا باشا فلم لا ينادينى الناس بلقبى؟
نحن نخاطبك الان بصفتك الجديدة فى بلاط الفن .. هل تشعرين ان عالم الفرشة واللوان قد منحك التعويض الكافى عما عانيت فى حياتك؟
طبعا و إلا فما اللذى يجعلنى استمر فى الرسم..
هل منحك الرسم اكثر مما فقدت ام اقل؟
هذا سؤال عويص جدا ، ألاجابة عليه ليست سهلة فكل يوم يمر علينا وكل تجربة نمارسها تضيف شي الى شخصيتنا والانسان لايولد مكتمل الشخصية انما يولد بحد ادنى منها ثم تكملها وتشكلها التجارب والمحن وظروف الحياه وبعض ما نمر به يساعد على تماسك شخصيتنا وبعضه يحطمها ويكون علينا أن نجمع القطع المتناثرة لنبدأ من جديد .. وعندما يبلغ الانسان هذه المرحلة..
مرحلة القدرة على إعادة بناء نفسه .. يكو قد بلغ شاطئ النجاه.
 نساء اليوم
غبت طويلا عن مصر .. ما أطول فترة متصلة قضيتها فى الخارج؟
أحد عشر عاما .. سافرت فى عام 1963 , وعدت عام 1974 .
ما التغير الذى لاحظتيه على الانسان المصرى والشارع المصرى ؟
هذا يحتاج الى صفحات وصفحات لقد ذهب جيل بأكمله وجاء جيل مختلف . والتغير أصاب كل شئ ، حتى اللغة فى الطريق العام الالفاظ والكلمات أصبح لها معنى يحتاج أحيانا الى مترجم يشرحه لنا
نضيق السؤال قليلا ونحصره فى العلاقة بين الرجل والمراه هل لاحظت تغيرا فى هذا الصدد؟
أول ما شد انتباهى بعد عودتى الى مصر كان التقدم الهائل الذى حققته المراة المصرية والمسئوليات التى زادت على كتفها حتى ربة البيت ولام التى لا تعمل ففى الماضى كانت المراة تعيش حياه مغلقة وكانت دائما فى الظل ووراء الستار ولكنى بعد عودتى وجدت الرجال قد تخففوا من مسئولياتهم و ألقوا بها على اكتاف الرأه
أليس هذا حال نسائنا جمعيا مع تقدم المدينهظ
لا أدرى فليس عندى فكرة واضحة عن ظروف البلاد العربية الاخرى باستثناء لبنان .. حيث أقمت عدة سنوات . ورايى أن المراة اللبنانية قد أفركوا فى تدليلها حتى اصبح اهم ما يعنيها مظهرها بينما المراة المصرية افرطوا فى تحمياها الاعباء والمسئوليات�ومع ذلك فهى اكثر حظا من المراة الغربية التى تعيش حياة اشد قسوة بكثير
ترين أذن ان المراة خسرت ولم تكسب باقتحامها مجالات العمل
�الخسائر تتمثل فى انها صارت مرهقة جدا ولم يعد لديها فاقد من الوقت لتجلس الى نفسها وتعتنى بذاتها أما المكاسب فلا تزال قاصرة لان القوانين مازالت مقصرة فى حق المراة وغير مكترثة بحمايتها كما يجب .
هل كان الحال فى الماضى أفضل ؟
هذا سؤال يخص كل امراة على حده وليس لأحد ان يفرض فيه رايه فى الماضى كانت المراة فى حماية الرجل وكانت سيدة نفسها ولم تكن مثقلة كما هى اليوم كانت ملكة على راس الرجل بينما الان لاتجد الاحترام خاصة فى الطريق والموصلات العامة التى لم تعد لها حرمتها لم تعد الزهرة الرقيقة التى تعامل برفق وعناية اصبحت فى زحام معركة واصبح عليها ان تصارع
طول الوقت فإذا كان هذا يروق لها فهى حرة
وجدت نفسى فى مصر
ندعها اذن حرة ونتحدث عن شخصك ما اقصر طريق اى قلبك ؟
المودة حب الناس ينفذ الى قلبى بسهوله ، ويخلف عندى شعور لايمكن وصفه .. خاصة عندما اصادفها لدى غرباء فى الطريق يرحبون بى بصدق . وحين اقيم معرضا للوحاتى .. وتتتاح لى فرصة التعامل مع جمهور المشاهين .
زرت بلاد عربية كثيرة .. أليس كذلك ؟
نعو زرت الأردن والسعودية والكويت .. وأقمت فى لبنان ..
أين احسست بالراحة و الرضا ، ووجت نفسك ؟
نفسى ضاعت منى ووجدتها فى مصر !! 
ماذا تقرئين ؟
التاريخ احب شىء أقرؤه وقراءاتى عادة بالفرنسية والإنجليزية . لنلأن لغتى العربية مع الأسف
-  ليست طيعة كما يجب.
-  متى بدأ الفن يدخل عالمك ؟
انا اذى دخلت علمه . فالفن فى عائلتى سابق على وجودى . لأن خالى هو القاضى الرسام الشهير محمود سعيد . ولكنى لم اجرب الرسم بنفسى�إلابعد عام 1954 ، بعد المصادرة .. بعد غيلب بناتى عنى .. وقلة الموارد المالية .. وقوانين منع السفرإلى الخارج ، لم أكن املك وقتها ما أسافر به حتى أذا صرحوا لى . وكان يجب ان أجد وسيلة أنفس بها عما فى نفسى. وكثيرا ما فكرت فى ذلك الوقت فى الانتحار لكن الله الهمنى طريق الفن .. فكان طوق النجاة الذى انتشلنى من بحار اليأس والضياع . واذكر أننى حولت – قبل السم – كتابة الشعر باللة الفرنسية . ولكنى لم أجد نفسى فى الشعر ، فتركته إلى الرسم ..
هل بدأت متأثرة بالرسام الفرنسى ((تولوز لوتريك)) وانا احب ايضا ((جويا)) و((فان جوخ)) .ولكن(( تولوز لوتريك)) هو الذى يطل برأسه فى كثير من لوحاتى حتى اليوم.
من اين تستمدين موضوعاتك ؟
موضوعاتى كلها خياليت وايحائية . أستمدها غالبا من رحلاتى فى النيل ما بين القاهرة واسوان .
هل تعرضين للبيع كل ما ترسمين .. ام بعضه فقط؟
كثيرا ما احتفظ بلوحات ارتبط لا أريد ان افارقها ولكنها بعض مرور الوقت وبسبب ضيق المكان أضطر الى بيعها فبيتى فى باريس اصغر
نسمع انك تحبين تقاسيم القانون ألحان الناى فهل لهما تأثير على أسلوبك ؟
حبى للقانون والناى حقيقة وعندما كان الطرب الشعبى " متقال" يزور باريس كانت لياليه بالنسبة لنا اعياد وافراح وقد لا يكون لهذا تاثير ظاهر على لوحاتى ولكن من الؤكد أنه موجود ربما فى ايقاع الخطوط وإن كان غير مقصود
الصحبة نعم الحب لا !
استدرجنا الفن بعيدا عن خيط حديثنا كيف تعيش الان حياتك ؟
أعيشها مع فنى واسرتى واحفادى ..؟ من؟
ياسمين بنت ابنتى الكبرى فريال ومنير وعلى ولدا ابنتى الصغرى فادية. أما ابنتى فوزية فلم تتزوج بعد . وفريال الآن مطلقة ، لأنها توافق مع زوجها السوسيرى. أما فادية تعيش مع زوجها (وهو سويسرى ايضا ،من أصل روسى) بالقرب من لوزان .. ةالجميع يعيشون مع شقيقهم الأمير أحمد فؤاد الذى يعمل ما بين فرنسا وسويسرا. ويسعدنى أن رولبط المحبة تربط بينهم جميعا.
أليس لأى من الأميرات نشاط عام ؟
-لا.. إنهن بعيدات تماما عن الحياة العامة وكفاهخن ما لاقين فى بداية حياتهن من تجنى الصحافة.
وأنت ؟ هل انت سعيدة فى حياتك .. بدون زواج ؟
عندما افتقدها .. ولكن مشاكل الزوجية وخلافاتها تدفع المرأة احيانا إلى تفضيل الوحدة وأنا طبعا أرحب بصحبة أنسان أثق فيهو احترامه ولكنى لا ارحب بالحب لأنه لا يجلب للمرأة غير المتاعب والتصدع فى علاقتها بالرجل .
والشعور بالوحدة ليس مزعجا ؟
قد يكون المء وسط مئات من الناس ويشعر بالوحدة !
الكذب و الأيام الصعبة
ما فلسفتك بالضبط ؟ هل انت قدرية .. تؤمن بالحظ والنصيب ؟
أنا أونت بقدر الانسان على صياغة مصيره وكنت طول عمرى أحاول الإمساك بزمام قدرى ولا أدرى هل كنت مخطئة أم على صواب.
فى أعماقك إذن عزيمة وإرادة نادرتان من أين تستمدينهما ؟
اعتقد ان المء يولد بهما أو يولد مجرد منهما أعتقد أنهما هبه من الله .
الصبر ؟
لا..لا طاقة لى على الصبر ! فأنا لآ أملك البقاء ساكنة وطابعى فى كثير من الأحيان هجومى صريح ... وإن لمت نفسى بعد ذلك . وفى شبابى كان الطابع الهجومى أوضح مما هو الآن . وأحمد الله على أننى أكتسبت شيئا من (طول البال) ..
أما الصبر فليس عندى على الاطلاق !
ما الذى تعجزين تماما عن الصبر عليه ؟
النفاق الاجتماعى. التظاهر والأكاذيب التى تكاد أحيانا ستلمنى إلى المرض . وما أكثر مل ضغط على نفسى لكى لا أكون على هذا القدر من الحساسية .. ولكن بلا فائدة فالكدب يمرضنى فعلا ز ولا أستعيد عافتيتى إلابعد أن أفرغ شحنه الغضب التى تغلى داخلى...
كيف ؟
-  بالرسم . ارسم حتى ارتاح...
-  ألم تفكرى أبدا فى كتابة يومياتك ؟
-  فكرات أكثر من مرة. ولكنى لم افعل .
-  لماذا ؟ هل لأنك لا تريدين أن تتذكرى الأيام الصعبة ؟
- أنا أصلا لا أتذكرها واذا تذكرتنى طردتها من خيالى ففرشاة الرسم قد امتصت أغلب عذاباتىالقديمة وما فى داخلى الآن لايتعدى الانفعال بشئون الحياة من حولى فى مصر و العالم ؟
-  وأين تجدين الابتسامة اليوم ؟
-  وهل هذا سؤال ؟ فى مصر طبعا أن الضحكة الصافية هى أكثر ما يميز الإنسان المصرى وكنت دائما اضرب بها المثل عندما كنت اعيش بالخارج وإن كنت لا أدرى لماذا أصبحت الآن نادرة.
-  سؤال أخير .. كم شمعة ستطفئين فى عيد ميلادك القادم ؟
-  أنا من مواليد 5 سبتمبر 1921 وأترك لكم ولللقرء حساب الشموع.
-  أنت إذا من مواليد عيد الاسرة .
-  حقاً .
-  وسنعلن هذا ونحتفل بك .
-  لماذا بى ؟ لا أظن أننى الوحيدة التى ولدت فى هذا اليوم !
-  شكراً جلالة الفنانة ...