طفل..الانتظار

توفيق..

صديقى..

حفيدى..

كنت الطفل المنتظر..

ثم اتيت

كنت أحيا قبلك..

أياما وراء أيام..

أحمل ثقلها بين ثنايا يومى..

فى انتظارى للطفل المنتظر..

لا أعرف ماذا كنت أفعل قبلك بأوقاتى..

ثم أتيت أنت..

وصلت أنت..

يا ابن قلبى..

يا ابنا لم انجبه.

لكننى..حلمت بوجوده فى عمرى..

آه يا قلبى..

ما اجملك..

ما اجملك مخبرا..مظهرا..

حبا..حنانا..فهما..ادراكا..احساسا..

حساس أنت جدا

يا طفل.. الانتظار..

غالى جدا..يا صديق أيامى..

يا من ملأت عمرى بعمرك..

صغيرى..

بطلى الصغير..

يا ابن القرن القادم..

القرن الواحد والعشرون..

حفيدى..حبيبى..

يا شاهد على عصرين..

شاهد على قرنين..

من الزمان..بإذن الله..

عصرك..

هو عصر الكمبيوتر..

الفاكس..

البريد الإلكترونى..

الميكروويف..

التلكس..

الموبايل فى"الكوشة"..

عصر التكنولوجيا..

عصرك أنت..وأترابك..

هو عصر قادم..

قادم لك ولأترابك..

تشيدونه معا يداً..فى يد..

قلبا جنب قلب..

توفيق..حفيدى..صديقى..بطلى..أميرى..

كم يحبك قلبى يا هنائى..ودنياى..

يا هناء..دنيا..وعمر..

هما دنياى..وعمرى أنا..

كان العمر قبلك قفرا..قاحلا..

حتى جئت..

حتى ولدت..

حبيبى..

يا طفلى المنتظر..

تكبر أنت..

تصر أن تكبر أكثر من سنوات عمرك..

وصلت مع السنوات إلى سن الثاتية عشرة.

إثنا عشر عاماً من أيامى..

عشتها يوماً..أسبوعاً..شهراً..سنيناً..

كلها ملأتنى عطراً..أريجاً..عبيراً..

عطر العمر واحتوائه..

أتعجبنى يا طفلى الكبير..

كيف وأنت بعدك تتسلق سنوات العمر..

قد جملت سنوات عمرى..

التى ما فتئت تتناقص و تتناقص..

كلما جمعتنا معا الأوقات..

فأصبحت الأوقات معك عرائش متعددة من الياسمين..

ياسمين له رائحة الفل مع الياسمين!!!

نوفمبر 1999