| إلى ابنتى |
 |
 |
 |
|
إلى ابنتى عندما.. يحين الاوان.. يأتى الزمن بالفراق.. لا تحزنى.. لا تحزنى..حبيبتى.. فقد آن الاوان.. فى معاده.. ليس هناك ما لم نقله معا.. ليس هناك ما لم نفعله معا.. فقد جاء الرحيل.. فى ميعاده.. فى آوانه.. فعلنا كل شىء معا.. تحملتنى.. كما تحملتك.. ليس لأحدنا.. شىء ناقص أو زائد.. عند الأخر.. مر العمر معك و بك.. يحمل منحنياته..سهولة ووديانه.. لا تندمى.. على شىء لم تفعليه لى.. فقد فعلت كل شىء.. قدمت لى كل شىء.. ما تحملته.. ما لم أتحمله.. أشتركت فيه الاخرين.. ابنتى.. عندما يأتى الاوان.. لا تعتبريه رحيلا.. أو فراقا.. هو فقط غياباً من الساحة.. لكن ذكرياتنا معاً..
ما زالت ملكك.. لن آخذ ذكرياتنا معا..معى.. الوداع.. لا تجعليه يشعرك بالذنب.. فأنت حاولت.. معى.. مع نفسك.. أحيانا إنحزتى لذاتك.. فى الأواخر تغيرت.. لا تشعرى بالذنب.. فعلنا كل شىء معا.. ليس فى فمى كلمة لم أكملها لك.. مررنا معا بالشدائد.. كذلك عشنا معا المحبة.. فعندما يحين الآوان.. صلى من أجلى.. قولى..أمى سبقتنا.. لكن ذكراها باقية.. معى..ومع أسرتى.. قولى"لتمارا".. اننى سافرت الى "زاريق".. المدينة التى صنعتها بخيالها.. حيث كل شىء فيها جميل.. لكن"توفيق" الغالى على الجميع.. لا تدعيه يبكى.. دعيه يصلى من أجلى.. أنا سوف أحلق عليكم من فوق.. أتكون وسط النجوم.. حبيبتى.. لى عندك وصية.. وصية واحدة.. لا تصرخى فى ابنائك.. عامليهم بتفهم و حنان.. فأنا حاولت.. فحاولى أنت كذلك.. صغيرتى.. أشكر نجومى السعيدة.. فقد أعطانى العمر فرصة.. أن أكتب لك.. هذه السطور !!
|