عمرى الثانى |
عمرى الثانى يا ابنتى يا حلوة أين أنت..فقد مللت الانتظار اتفقنا أن تأتى الى غدا أن تتصلى بى اليوم..الواحدة ظهرا لكن..ما بال الواحدة ظهرا لا تقترب وغدا..كأنه يركض بعيدا..بعيدا كبرت يا حلوتى.. أصبحت تحملين على كتفيك الهشتين ثلاثة وعشرين ربيعا كثير عليك يا حلوة كل تلك الأحمال أنت بعد صغيرتى الضاحكة دوما..العابسة دوما كأنك تقسمين الضحك والعبوس على اعماقك بالعدل والقسطاس أنت متحمسة دوما.. مشحونة بالحركة دوما.. نقيض ما وصلت انا اليه.. أنا أبحث عن مقعد أستريح عليه أنت تطاردين البرامج..والبرامج..والبرامج تسابقين العمر..والدنيا تسابقك تريدين أن تغلبيها وتغافليها.. تأخذى منها أكثر مما تريد هى أن تعطيك تتحديها بحماسك..بحركتك الدؤوب لا تحاورينها..لا تناوريها..بل تقتحمينها اقتحاما تصرخين فى وجهها..أنا نشطة..متحمسة.. لا أترك حقا لى لا استسلم لك ولا لمن يحاول أن يسلبنى حقا حلوتى..أنت الوجه الأول ((لعملة عمرى)) متحمسة..مقتحمة..دائمة الحركة..لا تفرطين فى حق.. وأنا الوجه الآخر ((العملة)) لا أحارب..لا أقتحم..لا تجذبنى البرامج الدائرة..الطائرة..ولا المعارك الطاحنة.. أستسلم..وأستسلم..وتغضبين منى وعلى ربما يا حلوتى..أنا استسلم وأستسلم لأنى أعرف أن لدى صغيرتى ذات الثلاثة والعشرين ربيعا تحمينى.. تقوم عنى فى المهام الصعاب يا كبيرتى الصغيرة.. أنت وأنا سويا وجها العملة فنحن صالحان دائما للتداول مع الزمن. خارج القاهرة 2يونيو 1982
|